شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
بيان ذكر النجوم
قال -رحمه الله تعالى- ذكر النجوم.
قال: حدثنا محمد بن يحيى اسم> قال: حدثنا أحمد بن إسحاق اسم> قال: حدثنا أبو أحمد اسم> قال: حدثنا شريك اسم> عن سماك اسم> عن عكرمة اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما رسم> وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ قرآن> رسم> قال: تدور في أبواب السماء كما تدور الفلكة في المغزل.
قال: حدثنا نوح بن منصور اسم> قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح اسم> قال: حدثنا حجاج اسم> عن ابن جريج اسم> قال: حدثني عبد الله بن كثير اسم> أنه سمع مجاهدا اسم> رحمه الله تعالى يقول: رسم> وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ قرآن> رسم> قال: النجوم والشمس والقمر قال: كفلكة المغزل قال: وهو مثل الحسبان قال: فلا يدور المغزل إلا بالفلكة ولا تدور الفلكة إلا بالمغزل ولا تدور الرحى إلا بالحسبان ولا يدور الحسبان إلا بالرحى.
كذلك النجوم والشمس والقمر في فلك لا يدمن إلا به ولا يدور إلا بهن قال: فنقر بإصبعه، فقال مجاهد اسم> يدورون كذلك كما نقر قال: والحسبان والفلك يصيران إلى شيء واحد غير أن الحسبان في الرحى كالفلكة في المغزل كل ذلك عن مجاهد اسم> رحمه الله تعالى.
قال: حدثنا محمود الواسطي اسم> قال: حدثنا عمرو بن أبي عاصم اسم> قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شبيب اسم> عن عكرمة اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما في قول الله عز وجل: رسم> فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ قرآن> رسم> قال: الخنس نجوم يقطعن المجرة كما تجري الفرس رسم> الْجَوَارِي الْكُنَّسِ قرآن> رسم> يتوارين.
قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم اسم> قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شبيب اسم> عن عكرمة اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما في قول الله عز وجل: رسم> وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ قرآن> رسم> قال: النجم المضيء.
قال: أخبرنا أبو يعلى اسم> قال: حدثنا جعفر بن مهران اسم> قال: حدثنا علي بن عابس اسم> عن السدي اسم> رحمه الله تعالى في قوله: رسم> فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قرآن> رسم> قال: هو المشتري وهو الذي يطلع نحو القبلة عند المغرب.
قال: حدثنا محمد بن الفضل بن الخطاب اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن مسعود اسم> قال: حدثنا أبو أسامة اسم> قال: حدثنا زكريا اسم> عن أبي إسحاق اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: إذا رأيتم الكوكب قد رمي به وتوارى فإنه لا يخطئ وهو يحرق ما أصابه ولا يقتل.
قال: أخبرنا أبو يعلى اسم> قال: حدثنا هدبة اسم> قال: حدثنا أبو هلال اسم> قال: ذكر عند الحسن اسم> حر سهيل وبرده؛ فقال: إن سهيلا لا يحر ولا يبرد ولكنه قضاء الله وأمره.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا سعيد بن يحيى اسم> حدثنا مسلم اسم> عن عنبسة اسم> عن السدي اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال في سهيل: أمرت النجوم بأمر وأمر فخالف فخولف فيه.
قال: حدثنا عبد الله بن أسيد اسم> قال: حدثنا محمد بن ثواب اسم> قال: حدثنا وكيع اسم> عن إسرائيل اسم> عن جابر اسم> عن الحكم اسم> قال: لم يطلع سهيل إلا في الإسلام وإنه لممسوخ.
قال: حدثنا ابن أسيد اسم> قال: حدثنا محمد بن ثواب اسم> قال: حدثنا وكيع اسم> عن سفيان اسم> عن جابر اسم> عن أبي الطفيل اسم> أن عليا اسم> -رضي الله عنه- كان إذا رأى سهيلا سبه وقال: إنه كان عشارا باليمن اسم> يبخس بين الناس بالظلم فمسخه الله شهابا.
قال: حدثنا إسحاق بن أحمد اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عمران اسم> قال: حدثنا إسحاق بن سليمان اسم> عن عمر بن قيس اسم> عن يحيى بن عبد الله اسم> عن أبي الطفيل اسم> رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> لعن الله سهيلا كان عشارا يعشر في الأرض بالظلم فمسخه الله شهابا رسم> .
قال: حدثني عبد الله بن قحطبة اسم> قال: حدثنا بشر بن آدم اسم> قال: حدثنا الضحاك بن مخلد اسم> عن سفيان اسم> عن خصيف اسم> عن مجاهد اسم> رحمه الله تعالى رسم> وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى قرآن> رسم> قال: الكوكب الذي وراء الجوزاء.
قال: حدثنا أبو أسيد اسم> قال: حدثنا عبيد الله بن جرير اسم> قال: حدثنا سهل بن بكار اسم> قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز اسم> عن أبيه عن أبي هريرة اسم> رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> الغاسق: النجم وهو الثريا رسم> .
قال: حدثني عبد الله بن قحطبة اسم> قال: حدثنا نصر بن علي اسم> قال: حدثنا بكار اسم> قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف اسم> عن أبيه عن أبي سلمة اسم> عن أبي هريرة اسم> رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> شر غاسق إذا وقب قال: النجم الغاسق رسم> .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا الربيع بن سليمان اسم> قال: حدثنا أصبغ اسم> عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم اسم> رضي الله عنه في قوله: رسم> وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ قرآن> رسم> قال: كانت العرب تقول: الغاسق: سقوط الثريا. وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها.
قال: حدثنا محمد بن يحيى اسم> قال: حدثنا أحمد بن ثابت اسم> قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي اسم> عن عسل بن سفيان اسم> عن عطاء اسم> عن أبي هريرة اسم> رضي الله عنه قال: ما طلع النجم ذات غداة قط إلا رفعت كل آفة وعاهة أو خفت.
قال: حدثنا أبو بكر بن يعقوب اسم> قال: حدثنا شعيب الصيرفي اسم> قال: حدثنا مصعب بن المقدام اسم> قال: حدثنا داود الطائي اسم> عن أبي حنيفة اسم> عن عطاء اسم> عن أبي هريرة اسم> -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> إذا ارتفعت النجوم رفعت العاهة عن كل بلد متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا المروزي اسم> قال: حدثنا عاصم اسم> قال: حدثنا ابن أبي ذئب اسم> عن عثمان بن عبد الله بن سراقة اسم> عن ابن عمر اسم> رضي الله عنهما رسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة متن_ح> رسم> قال ابن سراقة: اسم> متى ذاك يا أبا عبد الرحمن اسم> ؟ قال: طلوع الثريا.
قال: حدثنا إسحاق بن أحمد اسم> قال: حدثنا عبد الله بن عمران اسم> قال: حدثنا يعلى بن عبيد اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد اسم> عن عمير بن سعيد اسم> قال: قال علي بن أبي طالب اسم> رضي الله عنه: أرأيتم هذه الزهرة ويسميها العجم أناهيد؟ كانت امرأة وضاة وكان هذان الملكان يهبطان أول النهار فيحكمان بين الناس ويصعدان آخر النهار، فأتتهما فأرادها كل واحد منهما عن نفسها من غير علم من صاحبه، فقال أحدهما للآخر: يا أخي إن في نفسي بعض الأمر أريد أن أذكره لك. قال: فاذكره فلعل الذي في نفسي مثل الذي في نفسك فأخبره فإذا هما على أمر واحد. فقالت :ألا تخبراني بما تهبطان به إلى الأرض وبما تصعدان به إلى السماء؟ فقالا: باسم الله الأعظم به نصعد وبه نهبط. قالت :ما أنا بمؤاتيتكما الذي تريدانه حتى تعلمانيه. فقال أحدهما لصاحبه: علمها إياه. فقال: كيف لنا بشدة عذاب الله. فقال: إنا نرجو سعة رحمة الله. فعلماها إياه فتكلمت به فطارت به إلى السماء، ففزع منها ملك في السماء فقام ينظر إليها فطأطأ رأسه، قال: أراه فما جلس بعد، فمسخها الله عز وجل فكانت كوكبا.
قال: حدثنا إسحاق اسم> قال: حدثنا عبد الله اسم> قال: حدثنا إسحاق بن سليمان اسم> وابن داود اسم> عن طلحة اسم> عن عطاء اسم> رحمه الله تعالى قال: نظر عمر اسم> رضي الله عنه إلى سهيل فسبه، ونظر إلى الزهرة فسبها، فقال: أما سهيل فكان رجلا عشارا، وأما الزهرة فهي التي فتنت هاروت اسم> وماروت اسم> .
قال: حدثنا محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا أبو حذيفة اسم> قال: حدثنا شبل اسم> عن ابن أبي نجيح اسم> عن مجاهد اسم> رحمه الله تعالى وأما هاروت اسم> وماروت اسم> فإن الملائكة عجبت من ظلم ابن آدم وقد جاءتهم الرسل بالكتب والبينات فقال لهم ربهم: اختاروا ملكين أنزلهما يحكمان في الأرض بين بني آدم. فاختاروا هاروت اسم> وماروت اسم> فكانا يحكمان بالنهار بين بني آدم فإذا أمسيا عرجا، وكانا مع الملائكة، حتى أنزلت عليهما الزهرة في صورة أحسن امرأة تخاصم فقضيا عليها، فلما قامت وجد كل واحد منهما في نفسه فقال أحدهما لصاحبه: أوجدت مثل ما وجدت؟ فقال: نعم. فبعثا إليها: أن ائتينا نقض لك. فلما رجعت قالا لها وقضيا لها: ائتينا في البيت. فأتتهما، فلما بلغا ذلك واستحلا افتتنا طارت الزهرة فرجعت حيث كانت، فلما أمسيا عرجا فزجرا ولم يؤذن لهما ولم تحملهما أجنحتهما.
قال: حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء اسم> قال: حدثنا علي بن المديني اسم> قال: حدثنا يحيى بن سعيد اسم> قال: حدثنا عبيد الله بن الأخنس اسم> قال: حدثني الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث اسم> عن يوسف بن ماهك اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: قال: النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> من تعلم علما من النجوم تعلم شعبة من السحر فما زاد زاد متن_ح> رسم> .
قال أخبرنا أبو يعلى اسم> قال: حدثنا العباس بن الوليد اسم> قال: حدثنا يزيد بن زريع اسم> عن سعيد اسم> عن قتادة اسم> رحمه الله تعالى قال: إن الله تبارك وتعالى خلق هذه النجوم لثلاث خصال: جعلها زينة السماء، وجعلها يُهتدى بها، وجعلها رجوما للشياطين، فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قلل رأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به، وإن ناسا جهلة بأمر الله تعالى قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة من غرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ومن ولد بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا. ولعمري ما من نجم إلا يولد به القصير والطويل والأحمر والأبيض والحسن والدميم وما علم هذا النجم وهذه الدابة وهذه الطير شيئا من الغيب وقضى: رسم> لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ قرآن> رسم> ولعمري لو أن أحدا علم الغيب لعلم آدم اسم> الذي خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء، وأسكنه الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء، ونهي عن شجرة واحدة فلم يزد به البلاء حتى وقع بما نهي عنه، ولو كان أحد يعلم الغيب لعلم الجن حيث مات سليمان بن داود اسم> عليهما السلام فلبثت تعمل حولا في أشد العذاب وأشد الهوان لا يشعرون بموته فما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته أي: تأكل عصاه رسم> فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ قرآن> رسم> وكانت الجن تقول مثل ذلك: إنها كانت تعلم الغيب وتعلم ما في غد فابتلاهم الله عز وجل بذلك وجعل موت نبي الله -صلى الله عليه وسلم- للجن عظة وللناس عبرة.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا علي بن سهل الرملي اسم> قال: حدثنا الوليد اسم> عن أحمد بن محمد بن كريب اسم> عن أبيه عن جده كريب اسم> أن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال له: يا غلام إياك والنظر في النجوم فإنه يدعو إلى الكهانة.
قال: حدثنا محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا أبو حذيفة اسم> حدثنا سفيان اسم> عن منصور اسم> عن إبراهيم اسم> رحمه الله تعالى رسم> وَعَلَامَاتٍ قرآن> رسم> قال: هي الأعلام التي في السماء رسم> وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ قرآن> رسم> قال: يهتدون به في البحر في أسفارهم.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا أحمد بن سعيد اسم> قال: حدثنا ابن وهب اسم> قال: حدثنا ابن لهيعة اسم> عن أبي صخر اسم> عن القرظي اسم> رحمه الله تعالى قال: ذكر عنده علم النجوم فقال: والله ما في النجم موت أحد ولا حياته. إنما جعل الله عز وجل النجوم زينة ورجوما للشياطين.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد اسم> قال: حدثنا محمد بن هاشم اسم> قال: حدثنا محمد بن شعيب اسم> عن عمر اسم> مولى غفرة أنه سمع القرظي اسم> رحمه الله تعالى يقول: والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء من نجم ولكن يتبعون الكهنة ويتخذون النجوم علما.
قال: حدثني أحمد بن القاسم اسم> عن إسحاق بن إبراهيم شاذان اسم> قال: حدثنا عصمة بن المتوكل اسم> قال: حدثنا زافر بن سليمان اسم> عن عبد الرحمن المحاربي اسم> عن عمر بن حسان اسم> قال: كان مع علي بن أبي طالب اسم> رضي الله عنه منجم فلما أراد أن يسير إلى النهروان اسم> قال: يا أمير المؤمنين لا تسر هذه الساعة التي أمرك فيها فلان فإنك إن سرت فيها أصابك وأصحابك ضر وأذى وسر في الساعة التي آمرك فيها فإنك إن سرت فيها ظهرت وظفرت وأصبت فقال: أتدري ما في بطن هذا الفرس أذكر هو أم أنثى؟ قال: إن حسبت علمت قال: من صدقك بهذا كذب بالقرآن لقد ادعيت علما ما ادعاه محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: رسم> إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ قرآن> رسم> .. الآية، أتزعم أنك تهدي للساعة التي يصيب النفع من سار فيها وتهدي للساعة التي يحيق السوء لمن سار فيها؟ قال: نعم. قال: من صدقك بهذا استغنى عن أن استعان بالله، وينبغي للمقيم بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه عز وجل؛ لأنك هديته للساعة التي يصيب النفع من سار فيها وصرفته عن الساعة التي يصيب السوء من سار فيها، بل نكذبك ونخالفك ونسير في الساعة التي نهيتنا فيها، ثم قال: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا رب غيرك.
ثم قال: أيها الناس إنما المنجم مثل الساحر، والساحر مثل الكاهن، والكاهن مثل الكافر، والكافر في النار. ثم قال: والله لئن بلغني أنك نظرت في شيء من هذه لأخلدنك في السجن ما بقيت، ولأحرمنك العطاء ما بقيت. ثم سار فظفر فقال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا فيها المنجم لقال الناس: سار في الساعة التي أمره فيها المنجم فظفر، ما كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- منجم ولا لنا بعده.
من آيات الله تعالى: هذه النجوم التي جعلها في السماء. لا شك أنها من الآيات البينات ومن المخلوقات الباهرة التي جعلها عبرة للمعتبرين. ذكر الله تعالى من الحكمة فيها قوله تعالى: رسم> وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قرآن> رسم> أي: إذا سرتم في الليالي المظلمة فإنكم تهتدون بالنجوم وتعرفون الجهات التي تتوجهون إليها إذا كنتم أهل معرفة بمواقع هذه النجوم.
وقد أقسم الله تعالى بمواقعها: رسم> فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ قرآن> رسم> مواقعها التي خلقت فيها والتي هي مسيرة مسخرة. كذلك قال تعالى: رسم> وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ قرآن> رسم> فجعلها الله تعالى زينة قال تعالى: رسم> إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ قرآن> رسم> .
فأخبر تعالى بالحكم التي في هذه النجوم:
الأولى: أن هذه النجوم زينة للسماء. إذا كانت الليلة مظلمة وأنت في برية ونظرت إلى السماء ونجومها تزهر من هنا ومن هنا عرفت أنها زينة من أفضل الزينة التي جعلت للسماء الدنيا: رسم> وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ قرآن> رسم> .
ثانيا : جعلها الله تعالى علامات يهتدى بها في قوله تعالى رسم> وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ قرآن> رسم> يسيرون في الظلمات في الليالي المظلمة ويعرفون الجهة التي يتوجهون إليها جهة كذا وكذا، فيكون ذلك علامة ودلالة لهم على المقصد الذي يقصدونه ويريدونه حتى لا يضلوا.
كذلك جعلها الله رجوما للشياطين، الشياطين الذين يصعدون إلى السماء فيسترقون السمع من الملائكة فيُرجمون كما في قول الله تعالى: رسم> وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ قرآن> رسم> فإذا رأيتم هذه النيازك وهذه الشهب التي يرمى بها فإنما يرمى بها الشيطان أو الشياطين الذين يسترقون السمع.
في حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الشياطين والجن يكون بعضهم فوق بعض فإذا سمع أحدهم كلمة من الأمور الغيبية يلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقوها على لسان الساحر أو الكاهن من الإنس ولكن يرجمون بالشهب، فتحرقهم تلك الشهب التي أخبر الله بأنهم يرجمون بها؛ فهي رجوم للشياطين. هذه من الفوائد التي خلقت لها النجوم.
ولا شك أيضا أنها عبرة للمعتبرين وأن فيها أيضا معرفة بمنازل القمر؛ ولهذا قال الله تعالى: رسم> وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ قرآن> رسم> أي: في كل ليلة ينزل منزلة من ليالي الشهر فتلك المنازل هي منازل من النجوم. يعني: فينزل في الثريا ليلة وفي الليلة التي بعدها في الدبران أو محاذيا للدبران، وفي الليلة بعدها الهقعة، وفي الليلة التي بعدها الهنعة وهكذا، هذه منازل القمر: رسم> وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ قرآن> رسم> .
وفي هذه النجوم أيضا منفعة معرفة الحساب ولهذا قال الله تعالى: رسم> الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ قرآن> رسم> فحسبان: يعني: تعرفون بها الحساب وتعرفون بها المواضع التي تحتاجون إليها، فبها يعرف إقبال الشتاء، وإقبال الصيف وإقبال الربيع أو الخريف، ويعرف أيضا أوقات البذورات إذا طلع هذا النجم علم أنه موسم لغرس كذا وكذا من الأشجار، أو بذر كذا وكذا من النباتات التي قدر الله أنها تنبت في ذلك النجم، ولهذا رخص في تعلم منازل القمر والشمس، منازل القمر، وفي تعلم حسابها وما يستفاد منها الكثير من الأئمة كأحمد بن حنبل اسم> وإسحاق اسم> وغيرهما.
لا شك أن هذا دليل على أن الله تعالى جعل في هذه النجوم آيات وعبرا يعتبر بها أولي الأبصار وأهل المعرفة.
مسألة>